بعد انعقاد تيكاد 8 ، صحافة المملكة المغربية تعد تونس بفتح عليها باب جهنم

ticad 8
ticad 8




كتب : نذير عزوز / تونس - المساء / 2022-08-30 / سياسة

انتهى مؤتمر تيكاد الياباني في تونس لكن بقيت مهاترات إخواننا الصحفيين المغاربة على الشبكات حول دور قيس سعيد في انسحاب المغرب من القمة الاقتصادية




ولئن كان محور هذا المؤتمر المتميز يرمي إلى أطماع نبيلة كالنمو الاقتصادي والتجارة والاستثمار والتنمية المستدامة والأمن البشري والحوكمة وهي مشاريع دراسية في الاقتصاد موجهة لكافة سكان القارة الافريقية إلا أن دولة المغرب استعملت فيتو سياسي وخيرت الانسحاب منه بتعلة أن رئيس تونس قيس سعيد استقبل شخصيا ابراهيم الغالي رئيس الجمهورية الصحراوية . ورغم حسن نية الرئيس قيس سعيد عند استقباله لرئيس دولة أحد أعضاء الاتحاد الافريقي ، اعتبرت المغرب هذا الحدث كصورة سيئة للقمة وخيانة للعلاقات التونسية المغربية، وخيرت الخارجية المغربية الدخول في منعرج سياسي بحت وخارجة عن روح هذه القمة.


إن المربع التاريخي التي تمغض فيه المغرب علكتها وتروجها للعالم أكل عليها الدهر وشرب لأنها تطفو بها العالم كالاصطوانة المجروحة إلى أن أصبحت مكشوفة للشعوب الواعية لأن خلفيتها مرهونة في الاستحواذ على موارد طبيعية هائلة ونافذة استراتيجية مطلة على الاطلسي. وفي هذا السياق ، لم تتوقف المملكة عن رفع القضايا الخاسرة على امتداد السنوات مع استعمال وصوف مؤلمة ومخزية صغتها بهتانا على وكالات الأنباء العالمية في حق الشعب الصحراوي الضعيف لتنقل صورة كيان يقترف في الجرائم الارهابية في حين أنه شعب متواضع يرمي فقط إلى ترسيخ في نظامه أهداف ديمقراطية ..


ولعل وراء الأطماع هناك كذلك قوة ضخمة تدفع للمواجهة العسكرية حيث لا يخوننا التاريخ عندما نتذكر أن الرئيس الأمريكي ترامب وقبل رحيله من البيت الأبيض ببعض من الأيامات كان أول من عرض الخريطة الجديدة للمغرب التي احتوت الجمهورية الصحراوية برمتها. ولقد رحبت المغرب آنذاك بهذا الإعلان المفاجئ وأعادت طباعة كل خرائطها الرسمية. وحسب المنطق ، لا يستقيم أن يأتي عن مملكة عربية متلخبطة أن تنعت مجموعة بشرية بمجرمين في حين لا تر في تطبيعها للعلاقات مع الكيان الصهيوني المجرم في حق الشعب الفلسطيني أنه غدرٌ ووفاقٌ ضد الأمة العربية التي تنتمي إليها.


وحتى يعلم إخواننا في المغرب أنه في سنة 2016 شاركت الجمهورية الصحراوية في كل مداولات دورة تيكاد 6 التي نظمت على الأراضي اليابانية و بحضور وفد رسمي مبعوث من المملكة المغربية، ولم ينسحب. وكذلك نفس الشيء في سنة 2019 إثر الدورة 7 التي نظمتها الدولة الكينية. وحتى تكون الصورة أوضح لإخواننا المغاربة، شاركت المملكة المغربية مع مطلع هذه السنة في القمة الأفريقية الاوروبية ببروكسال مع نظيرتها الجمهورية الصحراوية ولم ينسحب منها أحد. فلماذا اذا تنسحب المملكة المغربية من تيكاد 8 التي نظمتها تونس وهي متعودة الحضور على طاولة واحدة مع دولة تصفها بالارهابية؟


وبالرجوع إلى تاريخ ليس بالبعيد يرى الملاحظ أن المملكة المغربية تتذبذب في مواقفها، وعلى سبيل المثال، تعد المغرب عضوة في الوحدة الافريقية لكنها انسلخت منها سنة 1984 احتجاجًا على قبول انضمام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية داخل الوحدة وبعد أكثر من ثلاثة عقود ، وتحديدا في سنة 2017 ، صادق البرلمان المغربي على ميثاق الاتحاد الأفريقي فانضمت المغرب مجددا في الاتحاد الافريقي وقبلت بالجلوس مع اخوانها الارهابيين الصحراويين.. يا لها من مضحكة…


وحتى نعود إلى المتسببات الدفينة التي تزعج المملكة المغربية في هذا الخصوص فإنها تأتي من جارتها الجزائر التي في عديد من المناسبات ما تعدل مواقفها إلا بالتشاور مع حاكم تونس. ويرجع هذا التقليد المعمول به إلى زمن تقلد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في حكم تونس أين لعب دورا هاما في تصفية الأجواء السياسات المغاربية وخصوصا بين الجزائر والمغرب حيث اشتغل الزعيم بورقيبة لتكريس وحدة مغاربية بقيت إلى يومنا حلم ومشلولة جراء قرارات المراهقين في أقصى غرب شمال افريقيا. وقبل أن تطلق التهم جزافا ، كان على المملكة أن توجه أصابع اتهامها نحو جارتها الشمالية الاسبانية التي تحتل إلى حد هذه الساعة أراضي سبتة ومليتة الموجودة على أراضيها وهي مستعمرتان تهيمن اسبانيا من خلال موقعها على مضيق جبل طارق ، إلا أنها اختارت الاصطفاف و الاستقواء بحلف الناتو مع توفير تطوان كقاعدة عسكرية لترجو من الأمريكان استغلالها لغايات توسيع نفوذها حول القارة الافريقية من الجهة الشمالية. لكن قوة أفريكوم لم ترضخ لهذا الرخص المغربي فإنها بقيت إلى اليوم تفتش عن أرض افريقية حتى تفتح فيها قاعدة بالتمام والكمال.


ولعل أن المغاربة بانتاجهم المهول للحشيش المخدر واستهلاكهم له اضاعوا بوصلتهم التاريخية الاصلية حيث قال الملك حسن الثاني رحمه الله بالحرف الواحد بمناسبة حوار صحفي أذاعته وسائل اعلام فرنسية انه مزود لأوروبا بمادة الحشيش ما دام الاوروبيون يريدون استهلاكه. وحتى يعلم إخواننا المغاربة أن الملك محمد السادس الذي فاجأ تونس بزيارة غير رسمية وقام بالتجول في أزقة عاصمتها والتقط صور لسلفيات على موقعه الاتصالي مع المارة الذين رحبوا به بكل تلقائية هي صورة نابعة عن شعب تونسي ما من شأنه إلا أن يعبر عن روح الأخوية التي تزخر بها شعوبنا المغاربية التي تمتد من ليبيا إلى موريطانيا دون إرث الحواجز المرسومة من المستعمر الفرنسي. كما لا بد أن يعلم إخواننا المغاربة أنه جاء خلال فترة انتقالية إلى قصر قرطاج حاكما انتخب كرئيس للجمهورية التونسية منصف المرزوقي و يحمل جنسية مغربية كرس خلالها مع الملك محمد السادسة علاقات متينة ترجمها في هدية ثمينة على أنظار الشعب التونسي سلمها له وهي قلادة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وهي قطعة تارخية تونسية غالية بالمعاني تؤكد مدى متانة علاقاتنا التاريخية.


ومع استقبال الرئيس قيس سعيد لفخامة رئيس الجمهورية الصحراوية هاجت الصحافة المغربية بالالتفات من الغيبة إلى التكلم وأخذ الموضوع مساحات في صحافتها الرسمية كشفت أعوار بعض المنتسبين للقطاع بتدوينات حاملة لأطروحات مبطنة بالتهديدات والعقوبات والخيانة وهي بعيدة وخالية عما يحمله الشعبين الشقيقين من قيم تاريخية وعراقة ونسب. وبهذه المناسبة ، ومن تونس ، نشكر المغاربة الذين امتنعوا عن تدوين حقدهم ونرجو من الذين عمدوا ترك أثر الكراهية على شبكات الانترنات أن يتجنبوا تناول الحشيش لانه يصيب سلامة العقل


كلمات مفاتيح : أزمة دبلوماسية بين تونس والمغرب ، تيكاد يحدث بلبلة بين تونس والمغرب



شاهد التلفزة على المباشر livetv

اقرأ أيضا




Suivez nous


instagram facebook youtube linkedin tweeter > rss



archives

2021

-

2022

-

2023


Politique de confidentialité
termes et conditions
LeSoirTV
Qui sommes nous
administration
sitemap sitemap-news Feed RSS
Paramètres de confidentialité et des cookies