ماذا يخطط الجنرالات الامركان على تونس ؟

general americain
general americain




كتب : نذير عزوز / تونس - المساء / 2022-08-10 / سياسة

في شتوتغارت بألمانيا تم تنصيب يوم الثلاثاء 9 أوت الجنرال مايكل لانجلي على رأس القوة العسكرية الامريكية التي تعمل داخل القارة الافريقية أفريكوم




ولقد حضر موكب التنصيب جنرالات وسفراء وكذلك وزير الدفاع لويد أوستن الذي ألقى كلمة أشاد خلالها بعمل قوة الأفريكوم رغم صغر سنها (15 سنة فقط) وقال أن قوة أفريكوم تقف معها كذلك شركاء وبفضلها يبقى الغرب في أمن وازدهار.


وحسب الوزير لويد فإن أفريكوم تعمل داخل منطقة افريقيا وهي القارة التي اعتبرها على الخطوط الأمامية للعديد من التهديدات كالهجرة الجماعية وانعدام الأمن الغذائي والوباء كوفيد وأزمة المناخ وسياسات الاستبداد وتفشي الارهاب.. واعتبر كذلك الوزير لويد أن هذه التهديدات تدخل صلب عمل أفريكوم ووجب على أمريكا وحلفاءها معالجتها. وفيما يخص شمال افريقيا يقول الجنرال لويد أنه وجب على الجيوش أن تلعب دورا لدفع الأنظمة الافريقية نحو تكريس حقوق الانسان وحماية سيادة القانون مع عدم الانزلاق والانغماس في الفساد والاطاحة بالحكومات.


وحسب الجنزال لويد هناك غرباء يعملون في إفريقيا لإحكام قبضتهم على القارة وأضاف أن الصين الشعبية أصبحت توسع نفوذها العسكرية والاقتصادية ووسعت حظورها ببناء قواعد على التراب الافريقي لغاية تقويض علاقة الولايات المتحدة مع الشعوب والحكومات والجيوش الافريقية. كما تعمل روسيا كذلك على زرع الفوضى وتهديد النظام الدولي بتوزيع أسلحة رخيصة نحو قوات مرتزقة في افريقيا. واعتبر أن الغرباء يسيرون نحو دعم الأوتوقراطيات التي أصبحت شيئا فشيئا تحل محل الديمقراطيات في افريقيا.


وأخذ كمثال الدولة التونسية التي يشعر أنها تعيش تحت رياح معاكسة حيث الحكم الذاتي أصبح في خطر واعتبر أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الأصدقاء الذين يحاولون تشكيل ديمقراطيات منفتحة وخاضعة للمساءلة في تونس. إلا أن التاريخ في تونس لا يرحم ما سجله من خيبات شعب مع الجيوش الأمريكية. وعندما كانت تونس منصة انطلاق للجيش الأمريكي نحو جزيرة سيسيليا في سنة 1943 وكانت التجربة مع الولايات المتحدة فاسدة رغم حسن نواياها إثر الحرب العالمية الثانية . في ذات السنة كان الأوتوقراطي المنصف باي يقود تونس ويراوغ بالمستعمر الفرنسي نحو تحقيق حكم ذاتي لكن أبعده الجيش الأمريكي من الحكم بتعلة تهم العمالة مع الالمان، لكن أكد التاريخ بعد ذلك أنها باطلة حيث أراد المنصف باي عدم انحياز بلاده مع أي طرف من الصراع رغم أنه قبل بدخول الجيوش على التراب التونسي. وفي سنة 1943 كانت محنة شعب، وعاش الشعب التونسي كل أنواع الأوبئة والأمراض وتنكلت حياته باستشراء المجاعة والحرمان و... وكانت سنة قاسية لأن تونس أصبحت حلبة صيد لأكبر جينرال ألماني استغل أرض تونس للدخول إلى شمال إفريقيا. و قاد الحرب آنذاك الجنرال ايزنهاور بنفسه بمساعدة جيوش انقليزية وكندية في تونس من جنوبها إلى شمالها وأصبح بعدها هذا الجنرال رئيسا للولايات المتحدة. وعندما انتهت الحرب العالمية الثانية جاء وقت الترميم. ووزعت أموال طائلة لإعادة تعمير أوروبا لكن لم تحظى تونس بأي تعويض اذ سال الدولار دون حساب ولا رقيب على كل القطر الأوربية إلا على تونس المستعمرة التي رضيت بالفتات بل زاد المستعمر الفرنسي في نهب ثروات تونس الطبيعية وأخذ منها الآلاف من اليد العاملة.


فعن أي ديمقراطية يتكلم وزير الدفاع الأمريكي بعد أن عاش الشعب التونسي ويلات الحروب التي لا ناقة له فيها ولا جمل؟ هل يعلم هذا الوزير أن الشعب التونسي حارب الاستعمار بكل أنواعه، بالسلاح وبغير السلاح؟ هل يعلم هذا الوزير أن قرار إزاحة المنصف باي أتى من أمريكا لأنه فقط غير ضامن في تدخل عسكري من أية جهة كانت على الأراضي التونسية؟ فعن أي ديمقراطية يتكلم عنها ويروجها هذا الجنرال عندنا وماذا يريد منا؟ واذا كان الشعب التونسي يريد ترسيخ نظاما اوتوقراطيا في بلاده فما دخل جنرلات أمريكا فيها؟


كلمات مفاتيح : تدخل سافر على الشؤون الداخلية التونسية ، أمريكا تتدخل في شأن تونس



شاهد التلفزة على المباشر livetv

اقرأ أيضا




Suivez nous


instagram facebook youtube linkedin tweeter > rss



archives

2021

-

2022

-

2023


Politique de confidentialité
termes et conditions
LeSoirTV
Qui sommes nous
administration
sitemap sitemap-news Feed RSS
Paramètres de confidentialité et des cookies